فيضانات مفاجئة تغمر وسط سنغافورة وتشل الحركة في مناطق عدة
فيضانات مفاجئة تغمر وسط سنغافورة وتشل الحركة في مناطق عدة
تسببت أمطار غزيرة هطلت يوم الأحد في فيضانات مفاجئة اجتاحت مناطق عدة من منطقة بوكيت تيماه، الواقعة وسط سنغافورة، ما أدى إلى اضطراب كبير في حركة المرور.
شهد طريق بوكيت تيماه بين طريقي كليمنتي وبلاك مور تجمعًا كبيرًا لمياه الأمطار، إلى جانب طريق كينجز بين طريقي برينس ولويثران، ومفترق طريقي ستيفنز وبالمورال، ومنطقة كورونيشن ووك، بحسب ما أفادت به صحيفة "ذا ستريتس تايمز".
أصدرت وكالة المياه الوطنية في سنغافورة تحذيرات من خطر الفيضانات في 18 موقعًا مختلفًا في أنحاء المدينة، وسط مخاوف من اتساع رقعة المياه الراكدة.
ودفعت الوكالة بفرق الاستجابة السريعة إلى الميدان لتوجيه حركة المرور بعيدًا عن الطرق المغمورة، وتقديم المساعدة لقائدي المركبات العالقين.
الفيضانات تنحسر بعد ساعة
انحسرت مياه الفيضانات في المواقع الأربعة المتأثرة بعد نحو ساعة من بدء التراكم، وذلك بفضل فعالية الاستجابة السريعة والجاهزية العالية لفرق الطوارئ، بحسب ما أكدت وكالة المياه الوطنية.
تُعرف سنغافورة بفعالية بنيتها التحتية في التعامل مع الأمطار الغزيرة، إلا أن التغيرات المناخية الأخيرة أدت إلى زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية المفاجئة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للمدن الكبرى في المنطقة، وتواصل السلطات السنغافورية تحديث أنظمتها للتصريف والتأهب للأزمات المناخية، مع الاعتماد المتزايد على تقنيات التنبؤ والاستجابة السريعة للتقليل من أثر الكوارث الطبيعية.
الظواهر المناخية العنيفة
شهد العالم أخيراً سلسلة من الظواهر المناخية العنيفة، تمثلت في طقس قارس، فيضانات مفاجئة، موجات حر شديدة، جفاف مدمر، ارتفاع معدلات التصحر، أعاصير عاتية، وحرائق غابات متكررة.
ويُعزى هذا التصعيد في الظواهر المناخية إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، وسط تحذيرات من استمرار هذا الاتجاه في ظل عدم اتخاذ إجراءات جادة لخفض الانبعاثات والملوثات.
حذّرت تقارير علمية دولية من التأثيرات المباشرة لتغير المناخ على الأنظمة البيئية والأنشطة البشرية، مشيرة إلى علاقته الوطيدة بزيادة هطول الأمطار الغزيرة، السيول، الفيضانات، موجات الجفاف، الأعاصير، التصحر، وتفشي الأوبئة والأمراض، كما يمتد تأثيره إلى الحياة البرية وهجرة الكائنات، ما ينذر بتغيرات جذرية في التوازن البيئي.
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيراً شديد اللهجة، مشيراً إلى أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر بسبب الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أن "لا أحد في مأمن"، وعبّر عن ضرورة التحرك الدولي العاجل لمواجهة هذه الكارثة العالمية المتفاقمة.